رواية ثلاثية غرناطة هي عمل أدبي بارز للكاتبة المصرية رضوى عاشور، نُشرت لأول مرة في عام 1994. تتكون الرواية من ثلاث أجزاء: غرناطة، مريمة، والرحيل، وهي تتناول سقوط الأندلس وآثار هذا السقوط على المجتمع الإسلامي والعربي في تلك الفترة.
القصة باختصار
تدور الثلاثية حول أسرة أندلسية تعيش في مدينة غرناطة، في أعقاب سقوط المدينة عام 1492 بعد تسليمها من قبل المسلمين إلى الملوك الكاثوليك. تسلط الرواية الضوء على مأساة الطرد والتنكيل والاضطهاد الذي تعرض له المسلمون في الأندلس، ومحاولاتهم للحفاظ على هويتهم وثقافتهم وسط محاولات الإبادة الثقافية والدينية.
الأجزاء الثلاثة
1. غرناطة
تبدأ الرواية عام 1491، مع توقيع معاهدة تسليم غرناطة. يتابع الجزء الأول حياة أسرة أبو جعفر الوراق التي تحاول التأقلم مع الوضع الجديد. يُجبر المسلمون على التخلي عن دينهم ولغتهم، وتتعرض المدينة لتغيير ثقافي وديني قسري. أبو جعفر يحاول الحفاظ على تقاليد الأسرة وقيمها رغم القهر، لكنه يموت تاركًا عبء النضال لأفراد أسرته.
2. مريمة
يركز هذا الجزء على مريمة، حفيدة أبو جعفر، التي تصبح محور الرواية. تستعرض الكاتبة حياتها كرمز للصمود، حيث تكافح للحفاظ على دينها وتقاليدها تحت وطأة محاكم التفتيش والإجراءات القمعية. يتسع نطاق السرد ليشمل تفاصيل المعاناة اليومية للأندلسيين، مثل إجبارهم على التخلي عن أسمائهم العربية وارتداء ملابس مسيحية.
3. الرحيل
الجزء الأخير يتناول تشتت الأسرة وانهيار حلم البقاء. يُرحّل المسلمون قسرًا، وتصل محاولات المقاومة إلى نهايتها المأساوية. يتركز السرد على الأجيال اللاحقة من الأسرة التي تضيع في خضم المعاناة والاضطهاد. ينتهي العمل بتأكيد مأساوية فقدان الهوية والانتماء.
الشخصيات الرئيسية
1. أبو جعفر الوراق: الجد الكبير، رمز الحكمة والصمود.
2. مريمة: الحفيدة التي تمثل رمز النضال اليومي.
3. نعيم وحسن: أفراد الأسرة الذين يعانون من آثار السقوط.
المواضيع الرئيسية
1. الهوية الثقافية والدينية: محاولة الحفاظ على الهوية وسط الإبادة.
2. المقاومة والصمود: التمسك بالأمل رغم القهر.
3. الخيانة والخذلان: تسليم غرناطة والنتائج الكارثية لذلك.
4. فقدان الوطن: مأساة التشرد والاغتراب.
الرسالة
"ثلاثية غرناطة" ليست فقط رواية عن سقوط الأندلس، بل هي أيضًا تحذير من ضياع الهوية والاندماج القسري. تسلط الكاتبة الضوء على أهمية المقاومة والتمسك بالثقافة والتراث، حتى في أحلك الظروف.
الرواية مكتوبة بأسلوب شعري عميق يمزج بين الواقعية والمأساة، ما
يجعلها واحدة من أبرز الأعمال الأدبية في الأدب العربي الحديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق