السامري هو شخصية وردت في قصة النبي موسى عليه السلام في القرآن الكريم. كان واحدًا من بني إسرائيل الذين خرجوا مع موسى عليه السلام من مصر، ولكنه اشتهر بخيانته لقومه وإفساده أثناء غياب موسى عندما ذهب للقاء الله عز وجل في طور سيناء.
القصة في القرآن الكريم:
عندما ذهب موسى عليه السلام للميقات مع ربه لمدة أربعين يومًا، استغل السامري غيابه، وصنع لبني إسرائيل عجلًا من الذهب وقال لهم: "هذا إلهكم وإله موسى". وقد أضلهم بذلك، وجعلهم يعبدون العجل بدلاً من الله سبحانه وتعالى.
ورد ذكر القصة في سورة طه، حيث يقول الله تعالى:
"قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ" (طه: 85).
كيف صنع السامري العجل؟
جمع الذهب من بني إسرائيل، وهو ما كان معهم من حلي المصريين، ثم صنع منه عجلاً مجوفًا.
السامري زعم أنه أخذ حفنة من أثر فرس جبريل عليه السلام وألقى بها على العجل، فجعلت العجل يُصدر صوتًا يشبه صوت البقر، مما زاد في فتنة بني إسرائيل.
عقوبة السامري:
عندما عاد موسى عليه السلام ورأى قومه يعبدون العجل، غضب غضبًا شديدًا، ووبّخ السامري على فعله. أمره الله بعقوبة قاسية:
عزله عن الناس: حيث قال له موسى:
"فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ" (طه: 97)، أي أنه سيعيش منعزلًا بعيدًا عن الناس.
إحراق العجل: وأمر موسى بحرق العجل ونسفه في البحر.
الدروس والعبر من القصة:
1. التحذير من الفتنة والانحراف عن عبادة الله: القصة تسلط الضوء على خطورة اتباع الأهواء والشهوات.
2. الصبر والثبات على الحق: تعلمنا القصة أهمية الصبر والثقة بالله حتى في أشد الأوقات.
3. القيادة الرشيدة: دور القائد في توجيه قومه إلى الصواب ومحاسبة من يضلهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق