الشيطان
كان الشيخ وكاك
عالما فقيها متورعا قوي الإيمان بالله و بالوحي.متعصب شديد للدين، ومعتز كثيرا بالإسلام.حتى
صاريضرب به المثل في المدينة في التقوى والعلم .وأصبح يقال ليس هناك أعلم من الإمام وكاك .وكان الإمام دائما
يتعود بالله من الشيطان ويكثر من قراءة القرآن ويدعوا لأمته بالصلاح و الاهتداء.واستطاع
إن يغرس الفضائل الحميدة في كل من يعرفه، وكان موفقا في دلك وكأنه صار من الفاتحين
الجدد على ديار الإسلام.لأن لهجته الصادقة وعمق تفكيره وعلمه بأمور الدين جعله
يفحم كل شخص يجادل في الدين والعقيدة.ومافتئ يحث الناس على الأمر بالمعروف و النهي
عن المنكر و الصلاة و الزكاة ويذكرهم باليوم الموعود ويدعوهم الى العمل بتعاليم الإسلام
النبيلة حتى أحدث انقلابا بينا في المدينة وأصبح مرجعا وعلامة لايستهان به وحقيقة
دينية لايجحدها جاحد .
ذات يوم عاد الشيخ
الجليل إلى منزله المتواضع بعدما صلى مع الجماعة صلاة العشاء تعشى الشيخ ثم ولج إلى
مكتبته الكبيرة التي تحوي عددا هائلا من الكتب في الفقه واللغة والشعر والقانون
والسياسة وحتى كتب اللغة الفرنسية.
أخد الشيخ المصحف
وقبل أن يقرأ كان دائما يردد قوله تعالى« اقرأ باسم ربك الذي خلق.» وأخذ يتلو ماتيسر من الذكر ويجلس لمدة ثلاث
ساعات متواصلة بدون ضجر أو ملل وخاصة أنه يعيش وحيدا بعدما توفيت زوجته وتفرق
أولاده إما طلبا للعلم أو للرزق.
ماكاد الشيخ يتمم
قراءته للقرآن حتى سمع صوتا ضعيفا يناديه باسمه ياشيخ وكاك ياشيخ وكاك .
وقف الشيخ فورا من
مكانه وأخذ يهمس في خاطره ترى من يناديني في هدا الوقت المتأخر من الليل ؟ وفي هدا
الجو المطير المضطرب وسرعان ماوضع معطفه واتجه نحو الباب إلا أنه لم يجد أحدا وخيل
إليه أنها كانت هلوسة ليس إلا .
لكن الصوت سرعان
ماعاد من جديد وبدأ ينطق باسمه ياشيخ وكاك ياشيخ وكاك أجاب الشيخ من من هناك من
يناديني ومن أين ؟
أنا هنا في الحمام .
تسارعت الأفكار إلى
دهن الشيخ كنبال معركة حامية الوطيس شخص في الحمام مادا يفعل هناك ؟ومتى دخل ؟ومن
هو ؟ ومادا يريد؟ وبعدها تكهن الشيخ أن لصا غبيا قد دخل إلى الحمام ومكث هناك
فأغلق عليه الباب من الخارج.
وفجأة قال الشيخ
مادا تفعل في الحمام ؟
وصدر صوت ضعيف هادئ
من وراء الباب الموصد. أنت الذي وضعتني هنا ياشيخ أرجوك أدخل لتفك قيدي وأطلق صرحاي
.
قال الشيخ لابد أنك
تهدي .أنا ل لاأعرف شخصا قدم عندي ووضعته في الحمام ماهدا الهراء .
وماكاد الشيخ ينهي
كلامه حتى خرجت من وراء الباب ضحكة مخيفة جعلت فرائض الشيخ ترتجف ثم قال الذي في
الحمام انك تعرفني ياشيخ أكثر مما تعرف نفسك .ادا افتح الباب وستعرف من أنا . قرأ
الشيخ المعودتين وقال اللهم إني أعود بك من الخبث والخبائث وتوكل على لله ودفع
الباب نحو الداخل وما أوشكت عيناه ترمشان حتى رأى مخلوقا غريبا أسود اللون قصير
القامة أدناه كبيرتان تشبه أدن الفئران وجسمه يميل إلى القردة رأى المخلوق وعيناه
جامدتان تلمعان ونطق لسانه أعود بالله من الشيطان الرجيم‼‼ .
وبعد هنيهة نطق دلك
الجسم الغريب وقال ألم أقل لك انك تعرفني أيها الجليل.
فال الشيخ كيف
أعرفك وأنا لم يسبق لي أن رأيت مخلوقا بشعا مثلك .
فأجاب الغريب أنا
الشيطان يا شيخ أنا إبليس الذي تكره وتسعى للقضاء عليه ليل نهار.لمادا أيها الوقور
اتخدتني عدوا وتسعى للقضاء علي ؟
وحينها وقف الشيخ جاثما
في مكانه كأبي الهول العظيم وعلى وجهه أمارات التفكير العميق و في جسمه رعشة باردة
وهو الذي لم يكن يتوقع أن يصادف إبليس حتى في الأحلام ولكن إبليس هنا في منزله
وبلحمه ودمه وبعدها أدرك الشيخ أنه لامفر من المواجهة والقضاء على ألد أعدائه
والافما جدوى تورعه وتقواه .
وفجأة عاد إلى
الشيخ نوع من التوازن العضلي والفكري ووقف وقفة الفارس الذي لايشق له غبار وأخذ
ينظر إلى إبليس نظرات ملئها الاحتقار والاشمئزاز وأخذ يقول ياابليس جهنم يامن كنت
في المقام الأعلى وأصبحت في الدرك الأدنى
مادا تريد مني ؟ آن أصاحبك وأتخذك وليا وأنت من سلاطين جهنم الأبرار ومن المفسدين
في الأرض .
أو ليس أنت الشيطان
أبو المعاصي ومفتعل الكبائر الذي يحقد علينا ويسعى لهلكنا واستدراجنا للمناكر
والفسق المبين وحرماننا من دار البقاء لهدا فأنا أمقتك وأكرهك .
كان الشيخ يتكلم
والشيطان منحني الرأس مكبل اليدين والرجلين وماان انتهى الشيخ من الكلام حتى أجاب إبليس
على الفور .
أرجوك ياشيخ داوي
جراحي وأوقف نزيفي فانا بهدا أظهر دليلا حقيرا ضعيفا كأسد يلفظ أنفاسه الأخيرة. ثم
وقف الشيطان في مكانه وقد علت في وجهه علامات الكبرياء والفخر وبدأ يرفع من لهجته وأخذ
يعلق على نفسه.أن الشيطان المذكور في الكتب السماوية.أنا من علم الإنسان السحر وسن
الرذيلة وجعلت من الأصنام آلهة تعبد وجعلت العداوة بين قابيل وهابيل ويوسف
والأسباط وكنت وراء انقراض أمم وأساطير .أنا الشيطان أبو المعصية ومفتعل الكبائر لاتنسى
لولا وجودي لما خلق الله جهنم ولما تعددت الأرزاق ولما خرج الإنسان من الجنة لاتنسى
انه في الحضارات الغابرة كان الناس يسجدون سبع مرات للكاهن الذي يحاربني بتعاز يمه
.وأنا الوحيد من بين الملائكة الذي رفض السجود لأدم وكنت مصدر الكفر والآثام وأنت
تعلم أيها الجليل ادا مت فإن السبب سيزول وبزوال السبب سيزول المسبب ،وعندما أموت
وتدفنني بيديك الطاهرتين من سيصدقك بعدها؟ من سيصدق أقوالك وأحاديثك؟ ومن سيأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر؟ وعندها سيتخلى الناس عن سنة الإسلام .
كان يردد كل دلك
وهويلفظ أنفاسه الأخيرة أما الشيخ وكاك
فكان يتلو قوله تعالى «إن الدين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تنزل عليهم
الملائكة ألاتخافواولاتحزنوا وابشروابالجنة التي كنتم توعدون ،نحن أولياؤكم في
الحياة الدنيا وفي الآخرة. » ﴿س فصلت ﴾.
أما الشيطان فقد ذاب
في دلك الحمام واختفى من الوجود كعاصفة صيفية مخلفا ورائه رائحة نتنة تزكم الأنوف
وقد ملأت الدار بأملها .
وأخذ الشيخ ينظف
حمامه .وأطلق البخور في أرجاءالمنزل من خردل وصندل ومسك .وما إن انتهى حتى سمع آذان
الفجر فتوضأ وخرج مهرولا إلى المسجد للصلاة وبقي فيه حتى طلوع الشمس فخرج منه نحو
شوارع المدينة، يتأمل ا ناسها فشاهد رذائل وسنة الشيطان الذي هزم قد انتشرت في المدينة أكثر من ذي قبل، وعندما وصل إلى منزله اتجه نحو لوحة جبصية مكتوب
عليها بماء الذهب محمد صلى الله عليه وسلم وأخذ يردد׃
فياليتك يوم
القيامة ذاكري فتسأل الله أن
يغفر لي ذنبي
اتحيتاح طارق
أبريل 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق