الكتبُ
وبحر من المداد يروي أديمها كوشم اليد بالحناء
تجمع بين دفتيها ورقا هي كالماء في الهيماء
كتب مسطرة بعناية أفكارها تاريخ القدماء
لا يسع العقل أن يدرك مجافيها ولو اجتمع كل العقلاء
رحت انبش اسطرها وهي مكتوبة بحبر الثناءِ
تقودك كسفن في اليم وتجعلك حائرا بلغة النجباءِ
طمعت فيها بلغة الضاد فكانت كريمة كالأحبابِ
فعجبا والله كل العجب من شعر عنترة وأبي العلاء
حيرت طلاب العلوم وما يعرف وزنها إلا العلماء
كانت ملجأ الصعاليك وتغنى بها الحكمي والشعراءِ
خزان للأفكار كالسدود فلا ينفذ منها ماء ولا الهواء
أصغي لهمس أحرفها فلا انصرف عنها كالجهلاء
تسعى البشرية في جدها فتلزم الصبي بالحفظ والإملاءِ
الكتب مظهر للعقل المنير ومرآة للحضارة والإنشاء
جمعت التوراة والإنجيل والقرآن وأسرار الأنبياء
أسماها الباري بالصحف وأمر بتلاوتها وقراءة الدعاء
حفظت تراث سقراط وأرسطو لأنها سر العظماءِ
مقدسة هي كمكة والقدس ولو خطها الكفار أو الأمراء
هي قصص وحكم وهجاء وغزل ورسائل الحب والرثاءِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق