"الفتنة الكبرى" هو مصطلح يشير إلى أول وأهم نزاع داخلي في التاريخ الإسلامي، والذي وقع بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان عام 656 م. هذا النزاع أدى إلى انقسام المسلمين وتوترات سياسية ودينية عميقة، خاصةً بين صحابة النبي محمد وأتباعهم، وامتدت أحداثه لعقود من الزمن مؤثرةً في تشكيل العالم الإسلامي.
تبدأ أحداث الفتنة الكبرى باغتيال الخليفة عثمان على يد بعض المسلمين الساخطين على حكمه، مما أدى إلى صراع على السلطة وظهور خلافات عميقة بين كبار الصحابة. تولى علي بن أبي طالب الخلافة بعد عثمان، ولكن عهده شهد نزاعات ومعارك مثل "معركة الجمل" و"معركة صفين"، حيث قاد بعض الصحابة، ومنهم السيدة عائشة وطلحة والزبير، جيشًا لمعارضته، وكذلك معاوية بن أبي سفيان الذي رفض الاعتراف بخلافته وطالب بالثأر لعثمان.
تعد الفتنة الكبرى من أبرز الأحداث التي أدت إلى ظهور طائفة الشيعة، التي رأت في علي وأبنائه الأحق بالخلافة، بينما ظل الكثير من المسلمين على مذهب السنة داعمين لمفهوم الشورى. انقسمت الأمة الإسلامية بعدها إلى فرق وتيارات مختلفة، وتركت هذه الفتنة أثراً عميقاً على التاريخ الإسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق